إن الطريق الذى نحسب أنه يؤدى إلى رضا الله ومحبته يتلخص فى جمله واحده تحتاج إلى تفصيل كثير ... وهذه الجمله هى:
" أصلح نفسك وادع غيرك"
والذى يطمئننا أن هذا الطريق هو المسلك السليم، ما جاء فى كتاب الله من آيات كثيرة تبين هذا، ومنها سورة العصر .. بسم الله الرحمن الرحيم ..
" والعصر. إن الأنسان لفى خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات و تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
لكن النقطه هنا كيف نسير فى الأتجاهين معا - إصلاح النفس ودعوة الغير- عمليا دون إفراط أو تفريط
- أو بعبارة أخرى : كيف يتسنى لنا أن نواصل السير فى كلا الأمرين دون كلل أو ملل؟
الشيطان مع الواحد :
لقد اتضح بالتجربه أن المسلم لا يستطيع أن يستمر فى كلا الأمرين إلا فى حاله واحده وهى : وجود بيئه صالحه ووسط طيب يعتنق فيه هذه الأفكار و يسعى سعيا جادا إلى أصلاح نفسه ودعوة غيره ...
وفى هذا الوسط يعيش المسلم ويتأثر من خلاله ، فيعطى ويأخذ من محاسن الأخلاق والصفات ، ووجود هذا الوسط ضرورى ولو كان من اثنين فقط
فقد قال صلى الله عليه وسلم : " إنما يأكل الذئب من الغنم القاسيه "
فكم من شاب فقد نفسه لبعده عن الصحبه الصالحة
تأمل معى ما قاله الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم :
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا "
ضرورة التآخى فى الله:
لابد أن يكون الرباط الذى يربط بين هذه الأفراد ولو كانوا اثنين هو رباط الأخوه فى الله . تتجسد معانى المحبة فى الله فيما بينهم ، ويصعدون فى مدارجها حتى يصلوا إلى ما وصل إليه سلفنا الصالح .. كانوا إذا وضع أحدهم اللقمة فى فم أخيه يجد طعمها فى ريقه ، وإذا ابتعد عنه أخوه شعر كأن جزءأَ عزيزاَ قد فقد منه ... هذه الرابطة إذا رويت بذرتها حتى نبتت ، اشتد عودها حتى أثمرت كانت نوراا ووقاء يوم القيامه : " إن من عباد الله لأناساَ ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامه بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال: هم قوم تحابّوا بروح الله بينهم على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها .. والله ظغن لوجوههم لنور و إنهم لعلى نور.. ولا يخافون اذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس "
و يناديهم ربهم بهذا النداء الحبيب يوم القيامه " أين المتحابون بجلالى ؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى "
اللهم أجعلنا منهم يارب العالمين
ومهمّة هذه البيئه مهما صغرت أن يتعهد أفرادها بعضهم بعضا فييسرون على أنفسهم تطبيق ما ذكرناه من قبل ...
ففى مجال إصلاح النفس يتابع الأفراد بعضهم بعضا فى الطاعات
و إذا رأى احدهم أخاه على معصيه أو خطأ عليه توجيهه
فإن المرء يسهل عليه أن يخلف الموعد مع نفسه ولكن يصعب أن يخلفه مع غيره
أعننا الله وأياكم على الطاعه ورزقنا حسن التنفيذ
شطحات 9
قبل 6 أعوام
هناك تعليقان (2):
المقال جميل
ونحن جميعا فى اشد الحاجة الى مراجعة النفس فى صدق ورغبة اكيدة فى الاصلاح ..كما يجب ان يشمل هذا الاصلاح ماحولنا بقدرالمستطاع
اثابك الله .. وكل عام وانت بخير
جزاك الله خيرا
وحضرتك بخير
ربنا يعينا
إرسال تعليق