الثلاثاء، 17 مارس 2009

وقفه من أجل الراحلون


كم أحببنا من أشخاص فى حياتنا كانوا دائما معنا وظللنا دائما نعدهم بالوفاء الدائم وبالإخلاص ونعد ونعد ونقول لإن كتب الله لنا الفراق فلن ننساكم ولو لحظه فأنتم أحبتنا وأهلنا وأقرب من فى هذه الدنيا إلى نفوسنا
ولكن ...
إذا حان الفراق حقا بكيناهم وتمزقت قلوبنا وظللنا ندعو لهم بالرحمه أسبوعا ... أسبوعان ... شهر ... شهران .... عام ... عامان
ثم أنشغلنا بدنيانا عنهم حتى إذا ذكرناهم بين الحين والآخر قلنا رحمهم الله لقد كانوا وكانوا... قليلا... ثم نسينا عهودا أبرمناها
نسينا كم هم فى أشد الحاجه إلى دعواتنا ... نسينا أن سيأتى يوما بعد أمد طال أم قصر ونكون فى نفس هذا الموضع ونتمنى دعوه من قلب صادق وفى بعهوده حقا وظل مخلصا لنا على الدوام حتى وإن غبنا بأجسادنا فإنه مازال يشعر بروحنا معه ما زال يعيش مع الذكريات
مازال يعيش ولم ينسى حرف مما تعاهدنا عليه
أما آن لنا أن نتذكرهم !!!! ... أما آن لنا أن نفى بعهودنا !!!! ...
فليجلس كل منا ويحصى كم من الأحبة رحلوا عن دنيانا ...
ليجلس كل منا ويضع عهدا صادقا بأن لن ينساهم أبدا من الدعوات ولن ينسى ما تواصينا عليه
بالنسبة لى فقد شهدت رحيل الكثير من الأحبه لم أنساهم أبدا وبإذن الله لن أنساهم ما حييت
أمى .... أغلى من كان لى فى هذه الدنيا ما زلت حقا أعيش بين الذكريات وأردد كلماتها كما لو كانت أمامى أستمع لهذه الأبيات فأعيشها حقا أشعر بخروجها من قلبى
ريحانة القلب المهفهفِ من حنانك زوديني...
عيناك توقظ فى فؤادي قصة الماضي الحزينِ...
عيناك رائعتانِ مثل فراشةٍ حطت على أوراق زنبقةٍ وفاضت بالحنين...
ِعيناك لا أدرى لماذا لا تزعجان هدوء قلبي تفتحان بلا مقاومة حصوني!!
قد كنت ازمعت الرحيل الى المقابر صامتاً من غير شوشرةٍ ففيما ترجعينى !!
أأنساكِ؟! سؤالً بات يقتلنى إلى الاعماق ياخذنى ويعوى صوته المشئوم فى أفاق ذكراكِ...
أأنساكِ؟! سكاكين على صدرى أرى في حدها قبري وليلٌ فى مخيلتي يسافر فيه عيناكِ...
أأنساك؟! أجيبيني فإن البعد والحرمان شيئاً فوق إدراكى...
وهل أنسى غروب الشمس تلفح خدك الباكى ؟!
وهل أنساك يا أماه... كيف وقلبى مئواكى ؟!
احبك... أينما تمضين عن عينىّ ألقاكِ؟!
وطائر نورسٍ يشدو هناك فى أنين البحرِ ملء البحرِ أهواك ِ...
على الحيطان ترتسمين... وفى الأوراق تبتسمين...
ومن ارض الى ارض يطاردنى محياكى ...
وبين الفجر والاشراق تنبعثين من روحى... فلا ادرى اذا ما كنت امراة ام مصباح غناكى!

( وعمتى ....و صديقتى الحبيبه ... و أثنان لن أقل عنهما صديقا والدى بل عمّان حقا عمّان لى ... و زميلة ظلت ترافقنى فى الصف لستة أعوام متصله ... ومعلّمى ... ومعلّمتى فى الجامعه التى رحلت منذ اسبوع مضى ... وممرضة كنت أتخذها صديقة لى على الرغم من فارق السن الكبيييير بيننا ولكن لم يكن السن حائلا أبدا مازلت أقرأ كلمات كتبتها لى وأذكر كم كانت رفيقة لطيفه )
وأنتم كم من الأحبة رحلوا عن دنياكم ... أتذكرونهم حقا
فلنقف وقفة من أجل الراحلون ولندعو لهم جميعا
" اللهم يا حنان يا منّان يا واسع الغفران أغفر لموتى المسلمين جميعا وأرحمهم وعافهم وأعفو عنهم ,أكرم نزلهم ووسّع مدخلهم و أغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقّهم من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس .... اللهم أعذهم من عذاب القبر وجاف الأرض عن جانبيهم ... اللهم إملأ قبورهم بالنور والفسحة والسرور وأجعلها رياض من رياض الجنه ... اللهم أنقلهم من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود فى سدر مخضوض وطلح ممدود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيره لا مقطوعة ولا ممنوعه وفرش مرفوعه ... اللهم آنسهم فى وحشتهم ووحدتهم وغربتهم ... اللهم عاملهم بما أنت أهله ولا تعاملهم بما هم أهله ..."
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآميـــــــــــــــــــــــــــــــن

الأربعاء، 4 مارس 2009

أن تعبد اللــــــه كأنك تراه

".... قال:فأخبرنى عن الإحسان .قال :أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
تعبد الله كأنك تراه
إنها لقاعدة كبرى يقيم عليها الأسلام بناءه
إنه عالم واسع يفيض بالمحبة ... والتقوى...والأمل ...والرهبة ....والنـــــــــــــــــــــــــور
تخيل معى ...
الإنسان فى مواجهة مولاه ... فى مواجهة الذات العظمى الخالقة القاهره. والنور - نور السماوات والأرض - يغمره من كل جانب وينفذ إلى أعماقه فيضيئ ثنايا قلبه ويستقر فيه
إن أحدنا اذا وُضع لعدة أيام تحت مراقبة صاحب فضل عليه... او صاحب سلطة عليه ... او حتى شخص يقدره ويحبه فإنه يجاهد ساعيا بكل الطرق على الا يصدر منه تصرف خاطئ أو أى شئ يغضب ذلك الشخص ...
فما بالك إذا كان الأنسان فى مواجهة الذات العليا ...مولاه ... ذا الجلال والأكرام ... المنعم ... المهيمن ...الجبار
الأنسان بنفسه جميعها ...ظاهرها وباطنها ، بدقائقها ولطائفها ، بأسرارها وما هو أخفى من الأسرار ... كلها مكشوفة لله ..
" فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
يا الله !
يا للرهبه والقشعريرة التى تملأ النفوس
تخيل ذلك معى كل كبيرة وصغيره ما يدور فى بالك وقلبك ... أعمالك ... نظراتك ... أقوالك ... نياتك ... نعم نياتك التى فى قلبك أليس الله هو خالقها ؟؟؟
إنك إذا صدقت ذلك بالفعل وتخيلته حينها ستتوجه إليه بنفسك جميعا سرها ونجواها ...
وحين تتوجه وفى نفسك الشعور بالتقوى الخاشعه والرهبه العميقه فلا شك أنك ستنظف نفسك وتحرص على نظافتها
وحين ترقبه كأنك تراه ... حين تنظف نفسك وتحرص على ألا تتلوث فى الطريق ...حين تحاسب نفسك على كل صغيره وكبيره ... حين تراجع كل عمل عملته ...وكل كلمه قلتها ... وكل خاطة وسوست بها نفسك ...وكل حركة تحركتها جارحة من جوارحك
حينئذ يستقيم الأمر كله للحياه...
تخيل معى أذا فعل كل شخص ذلك بنية خالصة ما الذى سيحدث ؟؟
ستنتهى كل مشاكلنا ...
هذا ما فعله الصحابه فكانو خير اجناس الارض عاشوا بسلام وفى خير ورخاء فقد أنطلقت كل تصرفاتهم دنيا ودين من هذا المنطلق ...أن تعبد الله كأنك تراه .