الأحد، 5 أكتوبر 2008

هل فكرت فى ذلك؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لعل من اسباب الامن التى تجعلنا نعيش مطمئنين هو استشعارنا بان يوم القيامه ما زال بعيد وأنَّ العمر ما زال فيه بقيه فالكل ينظر إلى من هو اكبر منه سنا ويمنى نفسه بالإستمرار في الحياه
ولو أنَّ كل فرد تذكر الموت والآخره والحساب ووضع ذلك بصورة دائمة فى قلبه ونصْب عينيه لما اطمأن هذا الاطمئنان الذى يدفع للكسل والخمول فى العباده واستسهال المعاصى لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اكثروا من ذكر هادم اللذات :الموت ، فانه لم يذكره احد فى ضيق من العيش الا وسعه عليه ولا ذكره فى سعه من العيش الا ضيقها عليه"
والمستهدف من كثره ذكر الموت هو انتقال هذه الحقيقه من منطقه الشعور الى نطقه الاشعور او العلم اليقينى عند الانسان فتنطلق افكاره وخواطره بتلقائيه وبدون تكلف ومن الحماقه ان يذكر الموت ويستبعد الواحد منا نفسه ان يكون واحد من الموتى فى اى وقت
اخواتى الحبيبات
ما الذى يجعلنا نستبعد الموت على انفسنا ؟ ماذا؟ افلا تذكرين موت فلانه وفلان وتلك وذاك؟
فها هى امرأه فى بداية العقد الخامس من عمرها يكبرها الكثير جدا من الناس تعيش وسط اهلها تحلم وتفكر غدا سأفعل كذا وكذا ان شاء الله وتحدث ابنائها ان شاء الله سأحتفل بنجاحك بنيتى وتتخيل ابنائها فى المستقبل وتتخيل زفافهم واحفادها وفجأه تمرض ولا يعلم مرضها إلا الله فتظل رقيدة الفراش عشرون يوما فقط لا غير والأهل والأحبه حولها يرجون ويدعون ويأملون ويألمون ولكن ...
"فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " فقد تحقق فيها قول الشاعر اذ قال:
كأننى بين جل الأهل منطرحاً على الفراش وايديهم تقلبنى
وقد تجمع حولى من ينوح ومن يبكى على وينعانى ويندبنى
وقد أتوْا بطبيب كى يعالجنى ولم أرى الطب هذا اليوم ينفعنى
وتلك اخرى زهرة الشباب والتى ذبلت فجأه
هى الاخرى
كانت مثلى ومثلك تعيش وتحلم غدا سافعل كذا لالتحق بكليه كذا ان شاء الله وفارس احلامى مواصفاته كذا وكذا ولكن انظرى وتأملى بالأمس سليمه ومعافاه وفى الغد رقيدة الفراش لمده شهر لا غير وبعد ....
"فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعه ولا يستقدمون"
وغيرهم كثيرين ...
صحيح ان هؤلاء قد منَّ الله عليهم بتطهيرهم من الذنوب فقد صبروا على ما اصابهم ولكن هل تضمنى لنفسك ان تتطهرى قبل خروجك من الدنيا؟ ؟ هل تضمنى لنفسك الثبات اذا ابتلاك الله فى اهلك او مالك او ولدك او صحتك؟
فهناك امثله اخرى عديده فمثلا هناك من نام على فراشه ليلا فلم ينهض فى الصباح إلا إلى قبره هل تتخيلى ذلك لنفسك؟ يا ترى ماذا كان اخر اعماله؟؟
اخواتى الحبيبات
فكروا وتذكروا كم من اخبار الموت سمعتيها خلال سنه واحده ؟؟؟ العديد... اليس كذلك؟؟
انتى تسمعين دائما مات فلان وماتت فلانه افلا تخشين يوم يقال عليكى "ماتت رحمها الله لقد كانت زهرة فى ريعان الشباب كم هى مسكينه امها صبرها الله \ او كم هم مساكين ابنائها لهم الله
تخيلى معى
جاء ذلك اليوم وحضر ملك الموت لنزع الروح تخيلى اثر ذلك على الاهل والاصدقاء فصلوا عليكى وسارعوا بكى الى المقابر ووضعوكى فى قبرك ثم الحدوكى ثم حثوا عليكى التراب وانصرفوا
تخيلى كذلك مجئ منكر ونكير فى صورتهما الشديده وكيف سيكون ردك على اسئلتهما ؟ قد يتخيل البعض انه بالامر اليسير لكن اقرأى هذه الآيه
" يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فى الحيوة الدنيا وفى الاخره ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء"
تخيلى يوم الحشر يقول المحاسبى :
حتى اذا تكاملت عدة الموتى وخلت من سكانها الارض والسماء فصاروا خامدين بعد حركتهم فلا حس يسمع ولا شخص يرى وقد بقى الجبار الاعلى كما لم يزل ازليا منفردا بعظمته وجلاله ثم لم يفجأ روحك الا نداء المنادى لكل الخلائق فتوهم كيف وقوع الصوت فى مسامعك وعقلك وتفهم بعقلك بانك تدعى للعرض على الملك الأعلى فطار فؤادك وشاب رأسك للنداء فبينما انت فى فزع ...
إذا سمعت بانفراج الارض عن راسك فوثبت مغبرا من قرنك إلى قدميك بغبار القبر قائما على قدميك شاخصا ببصرك نحو النداء وقد ثار الخلائق كلهم معك ثورة واحده وهم مغبورون بغبار الارض التى طال بها بلاؤهم فتوهم ثورتهم كلهم بالرعب والفزع فتوهم نفسك بعريك ومذلتك وغمومك وهمومك فى زحمه الخلائق عراه حفاه صموتا اجمعين بالذله والمسكنه والمخافه والمهابه فلا تسمع الا همس اقدامهم قد نزع الملك من كل ملوك الارض ولازمتهم الذله والصغار حتى اذا تكاملت عده اهل الارض من انسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وانعامها وهوامها واستو جميعا فى موقف العرض والحساب تناثرت نجوم السماء من فوقهم وطمست الشمس والقمر زاظلمت الارض بخمود سراجها فبينما انت والخلائق على ذلك اذ صارت السماءالدنيا فوقهم فدارت بعظمتها من فوق رؤوسهم وانت بعينك تنظر الى هول ذلك ثم انشقت بغلظها خمسمائه عام فيا هول انشقاقها فى سمعك ثم تمزقت وانفطرت والملائكه قيام على ارجائها فاذابها ربها حتى صارت كالفضه المذابه تخالطها صفره لفزع يوم القيامه ثم تطايرت الكتب فى الايمان والشمائل ونصبت الموازين فتوهم الميزان بعظمته منصوبا وقلبك واقف متوقع اين يقع كتابك فى يمينك او شمالك فبينما انت واقف مع الخلائق اذ نظرت الى الملك وقد امر ان يحضر الزبانيه فاقبلوا بايديهم مقامع من حديد فلما رايتهم طار قلبك فزعا ورعبا فبينما انت كذلك اذ نودى باسمك على رؤوس الخلائق الاولين والاخرين اين فلان ابن فلان؟ فتوهم حين وقفت بالاضطراب والارتعاد وتوهم مباشره ايديهم على عضديك وغلظ اكفهم حين اخذوك فتوهم نفسك محثوثه فى ايديهم حتى انتهى بك الى عرش الرحمن فقذفوا بك بايديهم وناداك الله عز وجل بعظيم كلامه : ادن منى ابن ادم فغيبك فى نوره فوقفت بين يدى رب عظيم جليل كبير كريم بقلب خافق محزون كالحمل الصغير حين تلده امه فكم لك من خجل وجبن من المولى الذى لم يزل اليك محسنا وعليك ساترا؟ فباى لسان تجيبه حين يسألك عن فبيح فعللك وعظيم جرمك؟
اخواتى الحبيبات
"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

هناك تعليقان (2):

medo يقول...

جزاك الله خيرا وثبتك علي الحق

وحـــــــــــى القلم يقول...

جزاكم الله خيرا على المشاركه ثبتنا الله واياكم على الحق